في مولد النور محمد

*يحيى أحمد صالح سفيان*
---------------------
في مولد النور محمد 
-----------------
اللهم صل وسلم على محمد وآله الطاهرين صلاة دائمة أبدا ما تعاقب الليل والنهار نبتغي بها الرضى والقبول ومحو الذنوب والعافية في الأنفس والابدان والدين ونبتغي بها قضى الحاجات وتحقيق المقاصد وارضى اللهم على صحابته المنتجبين .
في مولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم ٢١ ربيع اول ١٤٤٤هجرية 
١٧ اكتوبر ٢٠٢٢م قلتُ :
في مَوْلِدِ النُورِ مُحَمّد
 لِلْكَوْنِ تسبيحٍ وَفَرّحَة
 فِي مَوْلِدِ الهادي مُحَمّد
مِنْ طِيِب العرشِ نَفْحَة
 فِي مَوْلِدِ النُّورِ المُمجّد
 للعالمين رحمة ومِنْحَة 
وفي ذِكْرَاه تَطْرَبُ قلوب وتسّعَد
 وعيونٌ للعِشْقِ دمعُهَا سَبْحَة
 فِي مِيلَادِهِ دواءِ كلِ مُهَدّد 
بضلالٍ وفُسْقٍ وَقَرّحَة (١) 
مَعْصُومُ قَبْلَ الرِسَالةِ والنُبُوِة 
يَشْهَد بهذا القَوُمُ وكلِ بَطْحَة
 مصطفى مؤيد مِنْ ذو الجلالِ   
ما خَالَفَه لَحْظَةً وَلَمْحَة 
صراطٌ هو باخلاقهِ تَعَبّد
 وتَمَّهَ لِلْعَالَمِيِنَ فَرَجً وفُسْحَة 
وكتابٌ وفرقانٌ وشرعٌ هو 
وقرآنٌ قَدْ أُنْزِلَ بِلَيْلِةٍ سَمْحَة
 ولِفِكْرِ الْكُفْرِ والإلْحَادِ فَنَّد
 وبالفُرّقَانِ السَّبِيلُ وَضْحَة 
وَلِظَلاَمِ الشِرّكِ والنِفَاقِ بَدَّد 
وَحذَّرَ ُمُنْذِرٌ بِاَبْلَّغِ قَبْحَة
 يَا صِرَاطُ الْحِكْمَةِ نِعْمَةٍيَتَجَدّد 
لَا نَالَ مِنْهَا الضّلَالُ قُدْحَة
 صِرَاطٌ لِلْمُؤمِنِينَ مَسَارً ومَقْعَد
والتَائِبِينَ لَهُم تَبْيَضُ كُلِ صَفْحَة
صِرَاطٌ فِي قُلُوبِ الطَاهِرِينَ تَأبّد
 حِكْمَةٌ مِنَ الباري واكْتِسَابٍ وفِطْرِة 
....... .........
........ .......
وفي ذكرى مولده لعام ١٤٤٥هجرية قلتُ : 
ذكرى مولد المصطفى بعد أن هَلَّتْ
وفرحة عظمى في القلوب قَدْ حَلَّتْ
فهنيئاً مباركً لقلوب قد نَهَلَتْ 
مِنْ فَضْلِهِ واخْلَاقِهِ دُوْنَمَا مَلَّتْ
وهنيئاً ومُبَارَك لِجَوَارِحٍ لِمِنّهَاجِهِ ذَلَّتْ
وسَارَتْ بِمَا أتَى مِنْ نّوُرٍ دُوْنَمَا كَلَّتْ
يَا فَرْحَةٌ لِلْأنْصَارِ مِنْذُ مَوْلِدِهِ وَطَلّعَتِهِ 
مِنَ الثّنِيَاتٍ إلى الآنَ قَدْ حَلَّتْ
مَا مِثْلُ فَرّحَةِ الأنْصَارِ كَانُوْا بِيَثْرِبَ
أوْ صَنْعَاءَ أوْ فِي أيِ أرضٍ حَلَّتْ
يا فَرَحَاتٌ يُعَبّرٌ عَنّهَا بِالْفِعْلِ 
وألسِنٍ وجَوَارِحٍ كُلُّهَا صَلَّتْ
فَسَلَامً للمَاضِيينَ فَي وِدِهِ وِقِرِابِتِهِ 
وَعَنْهِمُ رِمَاحُهِمُ سِيٌوُفُهِمُ سُلَّتْ
سَلَامٌ لِاقْوَامٍ سَارَتْ عَلَى نَهْجِهِ
وَلِدِيِنِهِ لِأنَامِ الإنْسِ والْجِنِ قَدْ دَلَّتْ
سَلامٌ لِأقْوَامٍ أحيَْتَ مِيِلَادِهِ 
وتَوَلَّتْ الطاهرين والصالحين وَلَّتْ 
سَلَامٌ اللهِ عليِهُمُ وَبَارَكَ فِي أصْلَابِهِمُ
إيمَانَهَمُ جَمٌ وَقُبُوْرُهُمُ بِالرّحَمَاتِ بُلَّتْ
...............
.............
لقد لبى هذا العام ١٤٤٥ هجرية كعادتهم في المناسبات السابقة أبناء الشعب دعوة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وفقه الله وحضروا مناسبة المولد النبوي صلى الله عليه وآله وسلم من جميع عواصم الممافظات ومن مديريات وعُزل وقرى الجمهورية معبرين عن حبهم لنبيهم وتمسكهم بهديه والسير على نهجة وفي مرحلة خطيرة في تاريخ الوطن تكالب فيها عليه اعداء مجرمون إرهابيون عبثيون متوحشون فعبروا ايضاً بجمعهم المبارك ذاك بالتفافهم حول القيادة وحمايتهم للجبهة الداخلية فكان جمع طيب مبارك وكل تفاصيله طيبة مباركة ورفع في الموقف ذكر رسول الرحمة الى العالمين صلى الله عليه وآله وسلم .
قال تعالى ( ورفعنا لك ذكرك ) .
وإنني كمهتم بقضايا الفكر والممارسة وفكرة الأصالة قد اعتبرها الكثير من المفكرين والفلاسفة والادباء والكتاب والساسة من أبناء أُمتنا الإسلامية قضية وفكرة من قضايا الفكر والممارسة بمعنى أنها قضية في إطار الحوار والصراع مع العقليات الأخرى أمّا في إطار الصراع والحوار بين مكونات أُمتنا بعد أن صار هناك دخائل أخذت بالتنامي وصارت منظمة ولها وجودها الفكري والفلسفي والادبي والسياسي فلا يعني أنها مفردة وقضية خاصة ببعض ملفات أو قضايا هوية أمتنا الأصيلة( الفكرية الادبية الفلسفية العلمية المعرفية الإيمانية ) بل المعنى هنا الشمولية ومن هنا تأتي اهمية قضية الأصالة وكيف لا تعطى بالغ الإهتمام ومنها قد تأطر الناس فكرياً وفلسفياً وسياسياً وادبياً وحزبياً وايديلوجية لا سيما المسلمين وبها وعليها نشأت ولم تزل صراعات وحوارات عالمية وفي اوطان أمتنا الإسلامية خاصة في ما بين المتمسكين بالأصالة والتأصيل لكل ما يستجد من المعاصرة وبين القافزين الى المعاصرة ومطالبين بفصل الاصالة واعتبارها تراث لم يعد لها علاقة بشؤون الدول وحياة الأفراد والجماعات والشعوب وبين من أراد أن يجمع بين الاصالة والمعاصرة بمعنى الأخذ من هذا وذاك ........
وبالعودة إلى مسألة المولد النبوي الشريف على صاحبه صلوات الله وازكى السلام وعلى آله الطاهرين نجد سؤالاً يطرح نفسه على القائلين بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وأن ذلك بدعة ضلالة والسؤال مطروح على اعتبار أن الاصالة تعني تتطابق ما يقوله الإنسان وما يفعله في علاقاته وفي جميع نشاطاته مع عقيدته وشريعته واخلاقه وآدابه وعلى اعتبار أنهم من مدعيي الأصالة وأنهم من المحافظين عليها ومن حماتها والسؤال هو اليس من الأصالة ما يجري في مناسبات إحيا المولد النبوي الشريف ؟.....
إنني لا اجد لهم جواباً سوى ان ذلك أصالة وبالتالي التراجع عن موقفهم الغريب والعجيب من مسالة إحياء المولد النبوي الشريف .......
او أنهم يصمتون بعد ان يكونوا قد أُلقموا حجراً ويستمرون بعدم الجواب كبراً ومشاققة .....
لا شك أن موقف المصرّيِن على عدم مشروعيته من حيث هل يجوز أو لا يجوز موقف ليس من الشرع بشئ ولا من الاخلاق والادب بشئ .
وإنه من المحزن أن يكون هناك قلة قليلة من العلماء والمسلمين عامة أن يخالفون غالبية علماء الأُ مة والمسلمين ويبقى الخلاف معهم في هذه المسألة بهل يجوز إحياء المولد النبوي الشريف صلى الله عليه وآله وسلم أم لا يجوز بدلاً من أن يكون النقاش معهم أو الإختلاف والخلاف او حتى مع جميع مكون الأمة الإسلامية في كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إذ أن هنا قد تتعدد الرؤى وقد يختلف المؤمنون في تعابيرهم القولية والعملية على الواقع عن حبهم وولائهم وتمسكهم بنبيهم وعلى مستوى الدولة والمجتمع وبحسب الظروف الموضوعية للدول والمجتمعات وحتى الأشخاص .....
فعجباً كيف لا يجوز الإحتفال بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفال بذلك لا يرده فِطْرِة ولا شرع ولا عقل ولا منطق ولا علم ولا ذوق ما لم يكن في ذلك من المحضورات .......
وكيف لا يكون الموقف الشرعي والاخلاقي والادبي والفكري للقائلين بعدم شرعيته موقف ليس من الشرع والاخلاق والأدب والفكر الإسلامي بشيئ وهم يحتفلون ويعبرون عن أفراحهم باعياد ثوراتهم الوطنية من صميم قلوبهم وكذا في اعياد تأسيس دولهم وتواريخ ميلاد زعمائهم وإن سئُل احدهم لماذا تحتفلون في تلك المناسبات فلن يتأخروا بالرد لأن ثوراتهم جاءت لهم بالخيرات ولأن دولهم جاءت لهم بالخيرات ولأن زعمائهم جاءوا لهم بالخيرات من وجهة نظرهم فيعللون احتفالاتهم بذلك وهنا سؤال يطرح نفسه عليهم أفليس النبي ورسول رحمة الله الى العالمين صلى الله عليه وآله وسلم اعظم ثائر على الإطلاق وقد جاءت ثورته بخيرات الدنيا والآخرة وإخوانه الانبياء والرُسل صلوات الله عليهم ألم يكنوا ثوار وما جاءوا لأممهم واقوامهم الا بالخير والسلام وسُبِل السعادة في الدنيا والآخرة الم تكن هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى المدينة هو تاريخ نشأت الدولة الإسلامية الإيمانية الإنسانية الحضارية اليس ما جاء به الزعيم والثورة والدولة لا يساوي الا النزر القليل مما جاء به النبي فمالكم كيف تحكمون .........
إن الرد على من قال بعدم مشروعيته وبحسب دعاويهم أن لا نص من الكتاب والسنة بمشروعيته ولا أحياء ولو بعض الصحابة رضوان الله عليهم المولد النبوي الشريف ولا التابعين وتابع التابعين واضافوا أن ذلك تقليد لأهل الشرك من الأمم الأخرى ويقصدون أمة النبي عيسى سلام الله عليه والصلوات يلزم الباحث للرد على كل ذلك وقبل الاستدلال بالنصوص لابد من تبيين ما يجب تبيينه بأن المتأخرين 
منهم قد بنوا على ذلك موقفهم ويرون أنهم على حق فالصحابي والتابعي وتابع التابعي هم من يقدمون لهم الدين عقيدة وشريعة وأخلاقاً وآداباً وعلوماً وموقف كهذا ومنهجية كهذه كان فيه ولم يزل تجميد للعلم والبحث العلمي وبمعنى آخر كان فيه تقييد للعقل بل وتعطيله وعلى سبيل المثال وفي ما نحن بصدده فالمتاخرين منهم لم يكلفوا انفسهم بأن يسألوا أنفسهم وفي ضل غالبية الأمة تحتفل بالمولد النبوي الشريف بلماذا لم يحتفل تابعين التابعين بذلك ولماذا لم يحتفل التابعين بذلك ولماذا لم يحتفل الصحابة بذلك وهل فعلاً لم يحتفل أحد بالمولد النبوي الشريف من بعد موت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذه تساؤلات لابد لها من إجابة في ضل حقيقة أن عملية تدوين السُنِة مرّت بمحنة لا تخفى على عاقل ورع تقي وفي ضل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عبر بمناسبة مولده الشريف كما سياتي ذكر ذلك والتبيين .
 هل يستطيع أحد منهم يثبت أن لا أحد احتفل من آل البيت وغيرهم في حياة النبي وبعد موته صلى الله وسلم عليه وعلى آله وحتى ظهور مسألة الاحتفال به كمسألة خلافية مع القلة من المسلمين ؟! مع الاخذ بعين الاعتبار حقيقة أن التعبير عن الفرح والشكر بالمولد النبوي الشريف كثيرة ومنها ما قد لا يظهر للعيان بالنسبة للعامة لأسباب موضوعية فنجدهم في مؤلفاتهم يقفزون على المحنة الشديدة التي مرّت فيها عملية تدوين السُنة ولا يولون ذلك اي اعتبار ويعتبرون أن ما عندهم من كُتُب الحديث هو الصحيح وغيرها ليس بصحيح وحتى ما في تلك الكُتُب بعضه لم يفهموه فهماً علمياً صحيحاً وبنوا على افهامهم ونتج ما نتج من إسلام مشوه لم تزل الأُمة تعاني من ذلك حتى وقتنا الحاضر .........
 فالعلماء منهم من تابع التابعين وفي مسألة المولد النبوي الشريف على صاحبه صلوات الله وعلى آله لم يكلفوا انفسهم أيضاً ويسألوا انفسهم بلماذا لم يكن ذلك من التابعين والصحابة وكذلك العلماء من التابعين لم يسالوا انفسهم بلماذا لم يكن ذلك من الصحابة فالمشكلة والإشكال عندهم جميعاً نفس المشكلة والإشكال وتتمثل بعدم الإخلاص في تتبع الحقيقة في بعض المسائل وبالمنهجية التي يعتمدون عليها في فهم النصوص أكانوا متأخرين أوتابع التابعين أوتابعين ........
وإني اتساءل كيف يكون لهم أن يجزموا أن آل البيت إبتداءً من عهد الإمام علي وزوجه فاطمة الزهراء التي توفت في نفس العام في ربيع ثاني سلام الله عليهما والصلوات إلى تابع التابعين من آل البيت سلام الله عليهم أنهم لم يعبروا بأي مظهر من مظاهر إحياء مناسبة المولد الشريف .!!.......
 لماذا ولماذا ولماذا إلى أن نجد أن جميع إستدلالاتهم ومعاذيرهم وقياساتهم باطلة يرفضها الشرع والعقل والمنطق والعلم والفِطْرة والذوق الإنساني فما قيل من متقديمهم ومتأخريهم وإلى وقتنا في مسألة المولد النبوي الشريف ليس الَّا عناد ومشاققة عمداً او جهلاً بالمسألة ونتيجة للتقليد الاعمى بالنسبة للمتاخرين واستمرارهم في منهجية المتقدمين في البحث عن الحقايق العلمية ........
أما بالنسبة لقولهم بأن في ذلك تقليد للمشركين فقد غاب عنهم في وقت نشوتهم بالعناد أن الاحتفال بمولد النبي عيسى سلام الله عليه والصلوات لم يبتدعه المشركون من امته بل من أحياء مولده هم الموحدون وليس من أشركوا بعد ذلك وانحرفوا عن عقيدة التوحيد وأول ما أحياء الموحدون مولده وهو حياً وطفلاً في ايامه الاولى سلام الله عليه والصلوات كما ورد في الأناجيل أن رعاة سمعوا صوت ملَك من السماء يبشر بولادته .....إلخ فزاروا مكان ولادته وأقاموا إحتفالاً بالمناسبة وهنا يلزمنا أن نسأل إستمرارً في أحترام الحقايق العلمية والبحث عنها فنقول من أين اتوا الرعاة بفكرة الاحتفال بمناسبة ميلاد النبي عيسى سلام الله عليه ؟ 
وللبحث عن إجابة سنجد أكثر من جواب على ذلك فإما أن يقال أن ذلك من محض إبتداع عقول الرعاة وهوى نفس منهم وهنا نقول طالما وقد ورد ذكر ذلك في الاناجيل فالقصة قد أشتهرت وقوبلت من مجتمع محترم محافظ بقبول حسن ولم يعارض ذلك ولو كان ذلك من هوى نفس لعارض المجتمع او بعض المجتمع حتى من بعض أقل القليل ولورد ذكر تفاصيل المعارضة والمعارض في الأناجيل أو حتى في نسخة من الأناجيل فإذاً قد كانت الاحتفالات بتواريخ الميلاد ذات الأهمية في ذلك المجتمع حقيقة على الواقع وبالتأكيد مجتمعات أخرى لِمَا لها من وقع بوجدانات الناس وتقوية للارتباط بمن يحتفلون بمناسبات تواريخ ميلاداتهم وإحلالاً لهم وتوقيراً لهم واعترافاً وامتناناً بفضلهم ورفيع مقاماتهم بمعنى أنها كانت فكرة دينية واجتماعية وسياسية سابقة قد عرفتها المجتمعات وما حصل عند الرعاة ليس الا تطبيق فكرة موجودة وتكريم ليس فيه الا الطيب من القول والعمل محبة لمولود قد سمعوا عنه وبصوت ملَك من السماء وبهذا اين يكون هوى النفس !؟ بل لا يمكن ان يكون موقف الرعاة فكرة القاها عليهم الشيطان كما قد يقول قائل ممن ينكرون مشروعية المولد النبوي الشريف لخاتم الانبياء ورسول رحمة الله الى العالمين صلى الله عليه وآله وسلم إذ لو كانت فكرة إبليس لورد زجرهم من الله جل جلاله أو نهيهم على لسان النبي عيسى فهو النبي والرسول الذي تكلم وهو في المهد ولو كان في موقف الرعاة شرك أو حتى معصية لأدى إلى نهيهم في حينه او بعد فترة لأن ذلك لا يرضي النبي بأن يكون في مناسبة تأريخ مولده ما يضل الناس عن الحق جل جلاله وكذلك من حوله من الصالحين كان ممكن ان ينهون عن ذلك ..............
 فإذاً الفكرة فكرة معرفية أخلاقية ادبية لها جذور في عُمْق تأريخ الأمم على امتداد تاريخ البشرية الى ذلك الوقت إلَا أنه بسبب الفترات الزمنية الطويلة التي كانت بين بعثة بعض الانبياء والبعض الآخر صلوات الله عليهم كان الكثير من المعارف التي يأتون بها تنسى في ذاكرة الاقوام وتطمس نتيجة للإنحرافات التي كانت تحصل في واقع المجتمعات فإذا لم يبتعث نبي وظهر مصلح أو ثائر ضد الواقع المنحرف لإعادة مجتمع مّا الى وضع أفضل فما ينادي به اولئك المصلحون والثائرون ليس الا مما اوصلته الرسالات السماوية التي سبقتهم بأزمان طويلة بمعنى الرسالات السماوية والنبوات هي منبع المعرفة الإنسانية ومنطلقاتها السليمة ...........
وبهذا فقد بَطُلَ قول القائل بأن إحياء المولد النبوي الشريف صلى الله عليه وآله وسلم تقليد لأهل الشرك .
ثم أننا نجد إرتباط وثيق بين ما قام به الرعاة المؤمنون في مولد النبي عيسى سلام الله عليه والصلوات وبين ما قام به جده عبدالمطلب رضوان الله عليه الذي لا خلاف على إيمانه هو ومن حضروا وهم قلة ممن كانوا يدينون بدين التوحيد الابراهيمي صلى الله عليه وسلم حيث ان جده قد احتفل بمناسبة مولده في يومه السابع صلى الله عليه وآله وسلم .
 كما روي عن أمه السيدة آمنة بنت وهب رضوان الله عليها التي قالت او كما قالت ( لما مر بي من حمله ٦ أشهر مات ابوه عبدالله واتاني آت في المنام فوكزني وقال يا آمنة إبشري فقد حملت بخير العالمين طرا ......إلخ ) وإلى أن روي أن بيوم ولادته مُنعَت الجن من السماء وضجت الملائكة بالتسبيح ونشرت الرياح وصفت السماء ونودي في الكائنات من جميع الجهات ......إلخ .
ثم نجد من يقول لا مشروعية لاحياء مولده الشريف في ضل كل هذه الحقايق والأدلة ومن اوثق الكُتُب عند من يقولون بعدم جوازه وان ذلك بدعة ضلالة وفي ضل حقيقة ان يوم مولده من ايام الله جل جلاله التي يقول الله تعالى للنبي موسى في كتاب الله العزيز في سورة إبراهيم (....... وذكرهم بأيام الله ..... ) ويوم مولده الشريف يقول العقل والعلم المنطق والفطرة والذوق ان مولده هو الأصل لثمرات الهجرة النبوية والإنتصارات وكل الأمجاد التي تحققت للأمة والإنسانية والاصل لكل ما سيتحقق للإنسانية إلى يوم الدين .
 والفرح جائز وبنص قوله تعالى ( قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا ) وإن خير فرح هو بمولد النور محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما يكون في إحياء مولده الشريف من اعمال وما ينبغي هي افعال الخير التي لا تحصى قال تعالى ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ..........
واعجباه من القلة القليلة القائلين بعدم جواز احياء مناسبة المولد النبوي وهم يحيون مناسبات أهل الدنيا ويحضرون ولائمها وبعد فراغهم منها وقد امتلأت بطونهم منها طعاماً وشراباً يعبرون عن امتنانهم بقولهم الدعاء المسنون لمن افطر او أكل من المسلمين عند إخوته المسلمين أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائة ...إلخ وهاهم اليوم يقيمون مناسبات احتفالية بأكبر كوب شاي ومناسبات عجيبة وغريبة على مجتمعنا العربي المسلم ومناسبات مخالفة مخالفة صريحة للشرع والآداب الإسلامية الإيمانية وفي المملكة العربية السعودية قد انشأوا هيئة الترفيه بدل هيئة الامر بالمعروف وصاروا يعالجون اوضاع المجتمع المسلم هناك بما هو افدح 
وبالعودة لدعواهم بأن الصحابة ولا ولا احيوا المولد النبوي الشريف وكذا لموقف البعض ممن يقرون بمشروعية إحياء المولد النبوي الشريف ويشاركون في إحيائه لكنهم يعتبرون أن ذلك بدعة حسنة لا أصل لها ولا يمكن الاستخراج من النصوص ما يكون لها اصلاً فأقول أن التبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد في رواية مسلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم حينما سئل عن صيام يوم الإثنين ( قال ذلك يوم ولدتُ فيه ) فلنلاحظ كيف أن السؤال عن الصيام في يوم الإثنين والرد او البيان منه صلى الله عليه وآله وسلم كان بأن يوم الإثنين كان يوم مولده فيفهم أنه يصوم يوم الإثنين وسن صيام يوم الإثنين لأنه يوم مولده الشريف شكراً منه لربه ونعلم من سيرته صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد كان يخالف الملوك في كثير من أمور حياتهم فلا يلبس ما يلبسون وبطريقة لبس الملابس ولا يأكل كما يأكلون ولا يسير في الحرب كما يسيرون ولا له خدم وحشم وجند كما لهم حتى الخواتم التي كان يلبسها قد لبسها مخالفاً للملوك في لبسها وهو أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم يخالفهم (بكيفية) التعبير بمناسبة مولده سوى عبر بمفرده لأسباب او عبر آل البيت بذلك وغيره وبمفردهم او عبرت دولة عن ذلك فمظاهر الكيفية اللائقة والمشروعة كثيرة ....... ......
 
------------
( ١) قُرّحَة : قلتُ : مِنْ قَرَحَ وتَقَرّحَ قُرّحَةً وخُبِثَ في ظاهر البدن وباطنه ومنه الأمراض الخبيثة عقاباً أو ( إبتلاءً ) أو تخفيف من العذاب في الحياة الأخرى .....
قلتُ : وللنفس قُرحة أيضاً قد تظهر في الدم بسبب العصيان والفُسق والفجور والإصرار على ذلك فيجعل النفس عفنة نتنة في حياتها الدنيا وقد لا يُرى ولا يُستشّعر ذلك وعند نزعها حين الموت تتعذب والمُعَذّبِيْنَ الظالمين حين النزع شاخصة ابصارهم من شدة العذاب لا يرتد إليهم طرفهم مهطعي مقنعي الرؤوس وأفئدتهم هواء كما هو واضح وصف حالتهم في سورة النبي إبراهيم صلوات الله عليه في الآية ٤٢ و٤٣ و٤٤ وهو العذاب الذي أنذر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل الناس وهو عذاب نزع النفس لا كما ورد في التفاسير التي وقفتّ على تفسير تلك الآيات فيها فقيل أنه عذاب الآخرة ومنهم من قال أنه عذاب الأخذ الجماعي للأمم الظالمة 
ومن شدة عذاب نزع النفس حين الموت الذي هو جاري على كل الناس الا ما رضي الباري ورحم يقول الظالمون لعباد الله والمشركين به جل جلاله ( أخِرِنا إلى أجل قريب .....الخ .
 ولا يقولون (أرجِعنا ) كما هو واضح في مواضع أخرى في سور أخرى حينما يَرد وصف احوال الظالمين يوم القيامة ) اما احوالهم في الحياة الدنيا حين نزع نفوسهم فيقولون ( أخِرِنا ) ولكن هيهات لهم ذلك .
 فلا تصعد نفوسهم الى ربها بيسر بل تتأفف منها الملائكة سلام الله عليهم من جيفتها .
اللهم لا تقبض نفوسنا الَّا وانت يا ذوالجلال والإكرام يا رحيماً بالعباد راضيً عنها وإليك تباركت وتعاليت راضية مرضية .....
......
المصدر : admin
المرسل : الناشر الناشر